Sunday 14 March 2010

بين درسي القرآن والنحو...



أنا أحبّ النحو...جدّا جدّا...ولكن اليوم، لا بد لي أن أقرّر شيئا...
هل أستمر في الاشتراك في حضور درس النحو الذي يلقيه الشيخ إبراهيم عمر صه في الجامع الأزهر؟؟ أو هل من الأفضل أن أتركه؟!...يا رب اهدني...
        أنا حزينة اليوم...مرة أخرى، تأخّرت في الوصول إلى محاضرة الشيخ أبراهيم والتي يلقيها بعد الظهر يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع. ففي كل مرة،لا أستطيع أن أصل في المواعيد لأن الشيخ أبراهيم يبدأ محاضرته مباشرة بعد صلاة الظهر في الساعة الثانية عشرة ظهرا تقريبا. وفي هذا الوقت، أكون ما زلتُ في الكلية التي تنتهي المحاضرات فيها ما بين الساعة الواحدة إلى الواحدة والنصف. فضلا عن مشكلة المواصلات - وهي الأتوبيس المصري المزدحم البطيء ^_^- والزحام الشديد في الشوارع في أغلب الأوقات، لذلك فإنني دائما أتأخر وأصل في منتصف وقت المحاضرة. على خلاف السنة الماضية، فكنتُ أستطيع أن أصل في المواعيد لأن الشيخ إبراهيم كان يبداء المحاضرة بعد صلاة الظهر بساعة، ولكن هذه السنة، أراد الشيخ أن يختم شرح كتاب "شذور الذهب" الذي ندرسه الآن قبل رمضان المقبل، ولذلك قدّم موعد محاضرته إلى بعد الظهر مباشرةً.
        هذه مشكلة واحدة من المشكلات التي تواجهني؛ وهي عدم استطاعتي أن أصل مبكرا إلى محاضرة النحو...
        وأيضا هناك مشكلة أخرى منعتْني أن أستمر في درس النحو...
        حقيقةً، أنا الآن أتلقّى القرآن (التحسين والتجويد) الذي يلقيه الشيخ عبد العظيم شعبان سلطان في بيته في منشأة ناصر. وموعد التلقّي للبنات في صباح كل يوم جمعة وأحد وثلاثاء. وفي يوم الجمعة، يمكننا أن نحضر في الصباح لأنه يوم الإجازة، ولكن في يومي الأحد والثلاثاء، لا نستطيع أن نحضر في الموعد بسبب الكلية. من أجل ذلك، أمرنا الشيخ عظيم أن نأتي بعد الكلية في يوم الأحد والثلاثاء حتي نختم القرآن سريعا. ولكنني تغيّبتُ كثيرا في هذين اليومين لأنني أفضّل درس النحو - كما قلتُ – على درس القرآن. أستغفر الله العظيم!! أنا أتحرّج ودائما أعتذر من الشيخ عن ذلك حتى غضب منّي لأنني أتغيب في الأيام الخاصة بالبنات وأحيانا أحضر في غير المواعيد؛ أي في الأيام الخاصة بالبنين -_-. وفي يوم الجمعة الماضي، سألني الشيخ عن سبب تغيّبي المتعدد ونبّهني كي ألتزم بالحضور بعد ذلك، وذكّرني أن أهتم بدراسة القرآن وأفضّله على غيره. قال الشيخ : "يا عالياء (الاسم الجميل الذي سمّاني به الشيخ )، لا تغيبي كثيرا، اهتمّي بالقرآن، إن القرآن نور في قلبك الذي يضيء من حولك"....
        وبعد أن فكّرت جيدا، وقارنتُ بين هذين الدرسين المهمين بالنسبة لي، قرّرتُ أن أتوقّف مؤقتا عن درس النحو الذي تأخرت في الوصول إليه دائما، وأن أركّزاهتمامي في الالتزام بدرس القرآن لأنني خططتُ أن أختم القرآن وأحصل على سنده هذه السنة قبل أن أسافر إلى ماليزيا – إن شاء الله – في الصيف المقبل بعد امتحان الفصل الدراسي الثاني . فكيف أختمه إذا تغيّبتُ كثيرا؟؟ حقيقةٍ، أنا مترددة وحزينة لهذا القرار لأنني أحضر  درس النحو للشيخ إبراهيم في الجامع الأزهر منذ سنة، وخلال هذه الفترة، انتهينا من كتاب "التحفة السنية في شرح متن الآجرومية"، و"تنقيح الأزهرية"، و"قطر الندى". وهذه المرة، لا أستطيع أن أنهي كتاب "شذور الذهب" مع الشيخ إبراهيم – ماليّ الأصل- الذي يعجبني علمه واجتهاده في طلب العلم. وبدايةً من هذا اليوم، سأترك شيخي المحبوب ولا أعرف متي سأستأنف تلقّي درس النحو معه مرة أخرى.............
        إن شاء الله، لن أندم على قراري هذا...سأركّز في درس القرآن حتى أختمه قبل عودتي إلى ماليزيا هذا الصيف. وهذا الأمر أفضل لي وأحبّ إلى نفسي حسب الأولويات الآن...لعل هذا القرار وراءه سرّ من أسرار الله تعالى التي لم أعرفها بعدُ...ولعل الله سيعطيني فرصة أخرى في المستقبل لأتلقّي العلم من الشيخ إبراهيم لأن كلامه المثمر المليء بالتشجيعات والتوجيهات أقرب إلى روحي وقلبي......أمين يا رب..

8 comments:

  1. أظنك لا تدرين عمق تعجبي لمثل نيلك وتمكنك في العربية. ربما لا تدرين قلة إدراكي وسطح فهمي لمثل هذا البحر العميق. بل حتى أظنك قد بذلت أكثر مما يليق بي من التقدير، والحق يعرف أني لم أواف حق الوفاء في التعلم والتعليم

    أكاد أن آمرك بالتزام مع الشيخ الفاضل، المعلم المربي، الشيخ إبراهيم، المتبحر في العلوم الكثيرة، ولا تبالي بالآخر الذي هو قليل الباعة، سخيف الأمتعة، رخيص القيمة... وقد توفر لك من هو أعظم نصيبا وأكثر حظا وأجل توقيرا

    لكن لا أحب أن أتحرج على المحب، فخذي وزني بما عندك من الفهم، واتركي ما مال مني عن الصواب ولا تعتمدي إلى ما لا يثبت حق الثبوت لأنني لم أتوفر معي حق المعرفة فضلا عن أن أدعي ما هو أعظم من ذلك من العلم الإتقان

    بل لنفترض أن ما ظاهره التعليم حقيقته هو المناقشة والمذاكرة.

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    معذرة أستاذ؛ ولكنني أردت التعليق على ما قلت آنفا....
    فلقد تملّكني العَجَبَ والدهشة لوصفك معلم القرآن بسخيف الأمتعة في حين أن متاعه كلام الله يعلمه الناس.بغض الطرف عن مقصده من ذلك ،فيهمنا في العالم علمَه لا شخصَه.ولعلّني رأيت بين كلماتك التحفظ والتحيز ،و معذرة على كلماتي التالية ،ولكنني أردت التذكير بأنه لا يليق بطالب العلم أن يسُبّ حاملا للعلم مهما حقُر و صغُر شأنه ،وفسدت نفسَه..وإن كان أحرقك نقد العالم فليكن نقدك موضوعيا ولتزن الأمور بموازينها فلا يتبع دربك غير العارفين والسفهاء من الناس
    وغفر الله لك ووفقك الى ما يحب ويرضى











    ا

    ReplyDelete
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذ ذكي..لستُ أنا التي كتبت التعليق الثاني، ولكنها صديقتي العربية. هي من تعجبتْ من كلامك أنت في التعليق وأرادت البيان والتوضيح منك. وأيضا أنا تعجبتُ مما كتبتَ عن الشيخ عبد العظيم وأصلا لم أفهم جيدا وهي شرحت لي. إذن ماذا تقصد بقولك هذا :( قليل الباعة، سخيف الأمتعة، رخيص القيمة). فلتشرح لي ذلك من فضلك. هل تقصد أنك لا تحبّه؟؟

    ReplyDelete
  4. قد تشابه الأمر إذن حتى تفهمه صديقتك على غير مرادي، ولا أقول أن هذا الآخر الذي هو قليل الباعة أو سخيف الأمتعة هو الشيخ عبد العظيم حفظه الله، الشيخ الذي هو نفسه شيخي أخذت منه القرأن، ولكن هذا الأخر الذي أريد بيانه هو نفسي، لأنك تسألينني في النحو ومعك من هو أفضل مني الشيخ إبراهيم النحوي

    لكن قد يكون الحافز والباعث لمثل هذا الالتباس، أني كتبت في غير موضعه، حينما كتبتِ عن قلقكِ في اختياركِ بين الشيخين العظيمين، و ذكرت أن الشيخ إبراهيم هو المعلم المربي فتتخيل صديقتك أن مرادي من هذا الآخر الذي هو قليل الباعة هو الشيخ عبد العظيم حاشا وكلا

    بل هذا الشيخ معلمنا القرآن شيخ عظيم لولاه لكنت أخطأت في قراتي ولا أدري

    ذكرت في فقرة أخيرة من تعليقي ما نصه ( فخذي وزني بما عندك من الفهم، واتركي ما مال مني عن الصواب ولا تعتمدي إلى ما لا يثبت حق الثبوت لأنني لم أتوفر معي حق المعرفة فضلا عن أن أدعي ما هو أعظم من ذلك من العلم الإتقان)

    أعني من ذلك كله نفسي. بل ذكرت في أول الكتابة أنكِ قد تتمكنتِ في العربية وقد بذلتِ ما أكثر مما هو يليق بي من التقدير - أكرر - أكثر مما هو يليق بي

    فالضمير أردت من خلال تعليقي هو نفسي. بل قل موضحا هذا المراد من خلال قولي (ربما لا تدرين قلة إدراكي وسطح فهمي) أعني في النحو

    والحق يعلم حقيقة تقديري وتعظيمي لهذا العالم أعني الشيخ عبد العظيم وعميق حبي له لأنه هو أول من أخذت منه

    فقلي لصديقتك أني أشكرها لاهتمامها والتشويش في حقيقة الأمر هو مني. ذلك لقلة باعي من هذا اللغة العظيمة فنسيت أن ما أوضح مرجع الضمير وأني كما قلت لم أتوفر من الخبرة في العربية

    والجملة الأخيرة كتبتها أعني بها كل ما علّمتك من توضيح معاني الكلمات ليس هو التعليم بل المناقشة بيننا ولا أدعي العلم والاتقان

    أفضّل تعبيركِ في تعليقك يا أختي الفاضلة من حسن التعبير أعني في اختيار الألفاظ الموحية مثل (أحرقك) و (تملكني العجب) أما أنت يا عالياء العزيزة فما بالك بي ومعك من هو أفصح مني لسانا يوضح معاني الألفاظ ومعك المعجم؟ ألا تجدين من عندها وعنده؟ أعني صديقتك و المعجم. ثم بعد أن قرأت مرات كثيرة وجدت أن ما كتبت في تعليقي مال إلى ما فهمته صديقتك ولكن لا ينافي - بعد أن قرأت مرات أخرى - أن هذا الضمير يرجع إلى نفسي والأمر محتمل وأوضحه الأن حتى صار التعبير واضحا. هل استقام الميزان الآن يا أختي الفاضلة

    معذرة مني على ما جرى بسببي لا أتحفظ كما تفهمينه.

    ReplyDelete
  5. ربما ما يخفى عن معرفة غيرنا هو - أنك تسألينني لأعلّمك النحو ولم أذكره

    والحق هذا الذي أقصده من خلال تعليقي

    ReplyDelete
  6. شكرا أستاذ..أنا أفهم الآن..ما أجمل كلامك يا أستاذ...أنا ما زلتُ في المرحلة السفلى في الكتابة العربية...أرشدني يا أستاذ

    ReplyDelete
  7. لقد أعجبتنى فكرتك وأرقتنى فقرتك ،فما قولى لك إلا أن أقول:سدد الله خطاك، وجعل القرآن محياك ،والسنة الشريفة مجراك،والنحو محاماك، والشريعة مبناك،والفصحى نجواك، والاسلام بغياك، ودعاءوالديك مرعاك، والاخلاص مرماناومرماك، والجنة مثوانا ومثواك الفقير إلى رضوان الله طالب بجامعة الأزهر .

    ReplyDelete