Tuesday 23 March 2010

معذرةً أيها الإخوة



الحمد لله، اليوم قابلتُ عميد الكلية، الأستاذ الدكتور زكريا النوتي وطلبتُ منه أن يغيّر موعد محاضرة القرآن الكريم والتي موعدها الأصلي يوم السبت، فموعد تلك المحاضرة بالنسبة للأخوة مبكرا وموعدنا نحن الأخوات يأتي في وقت لاحق. فلماذا طلبتُ ذلك؟ لأن الدكتور رمضان مبروك الذي يدرّسنا هذه المادة في الكلية دائما يواصل المحاضرة بعد صلاة الظهر بساعة فنتأخر عن موعد التلقي مع الشيخ أحمد الهجين في الجامع الأزهر. ففي يوم السبت بعد الظهر ، يحاضر الشيخ شرح كتاب التاج والأحاديث التي يتضمّنها، ثم كتاب أصول الفقه الإسلامي ، ثم كتاب حاشية البيجوري في شرح متن أبي شجاع. ويستمر الشيخ في الإبحار بنا في بحر أمهات الكتب ما بين جزر الفقه والحديث والتصوف حتى صلاة العشاء. وقد يظنّ بي ظانٌ الأنانيةَ أن رغبتُ في تبديل موعد محاضرتنا مع الإخوة في الكلية حيث أنهم يذهبون إلى التلقي أيضا ولكنني أردتُ توضيح سبب إقدامي على هذا الطلب. فجُلّ الإخوة يمتلكون دراجة نارية ولديهم القدرة على الوصول إلى الجامع الأزهر في الموعد أكثر منا. وبالرغم من سببي الوجيه، أعتذر منهم (عفوًا ^_^).
  أشكر الله تعالى أن وفّقني في الالتحاق بهذه الكلية الخاص المنظّمة فيمكنني التحدث مباشرة حتى مع عميد الكلية؛ فقد وافق على طلبي - بعد أن شكوتُ إليه عن مشكلة تأخرّنا في الوصول إلى الدراسات الحرّة في الجامع الأزهر يوم السبت - لتبديل موعد محاضرة القرآن الكريم للأخوات وسيكون في الصباح الباكر الذي كان ذلك الوقت موعدا للإخوة.  فالحمد والشكر الجزيل لله تعالى.

 مبنى كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للوافدين
بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة


طريق الهداية


       هل هذه بداية جديدة لي؟!
لا..فقط استأنفتُ..كنتُ قبل هذا حققتُ هذه الرغبة. فلقد هداني الله لذلك الأمر. وإذا تصفّحتُ ذاكرتي، تذكرتُ ، أول مرة قررتُ فيها ذلك حيث أصابني المرض فجأةً...في تلك الليلة أثناء برنامج مناقشة كتاب "الدعوة الفردية" في بيت ترنجنو في الحي العاشر..الحمد لله، أرجو أن يكون ذلك المرض تكفيرا لذنوبي السابقة.
       ولكن بعد فترة قصيرة، صرتُ مترددة لعدة أسباب. تركتُه الذي كان يحميني من أسهم الشيطان حولي...فأغواني الشيطان ووقعتُ في خداعه حتى نسيتُ ما أهم أهدافي من ذلك. أستغفر الله الذي لا يليق الاستغفار إلا له. ندمتُ الآن...مرة أخرى، أدركتُ أنه شيء هام بالنسبة لنا النساء خاصةً كوني الآن أطلب العلم في الأماكن المختلطة بين النساء والرجال (الجامع الأزهر)...فأتعرّض للفتن حولي!! فكيف أواصل سيري في طلب العلم مع أنه يتبقّى لي أربع سنين في الأرض الذي باركها..
       الحمد لله، فمنذ ثلاثة أيام، أخذتُه واستخدمتُه مرة أخرى بعد أن كان مهملا. أرجو أن يثبّت الله قلبي على هذا القرار...إن شاء الله، سأستمر به ولن أدع نفسي تقع في التردد والقلق...
       ومن ثَمّ، أودّ أن أقدّم جزيل الشكر والتقدير لصديقاتي العزيزات على حثّهن وتشجيعهن وتحريضهن....فنحن أخوات في الله إلى الأبد..^_^.الحمد لله على شعوري بالراحة والغبظة الآن...

قال الله تعالى في محكم تنزيله : {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوْا مَا بِأَنفُسِهِمْ} الرعد: 11


Sunday 14 March 2010

بين درسي القرآن والنحو...



أنا أحبّ النحو...جدّا جدّا...ولكن اليوم، لا بد لي أن أقرّر شيئا...
هل أستمر في الاشتراك في حضور درس النحو الذي يلقيه الشيخ إبراهيم عمر صه في الجامع الأزهر؟؟ أو هل من الأفضل أن أتركه؟!...يا رب اهدني...
        أنا حزينة اليوم...مرة أخرى، تأخّرت في الوصول إلى محاضرة الشيخ أبراهيم والتي يلقيها بعد الظهر يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع. ففي كل مرة،لا أستطيع أن أصل في المواعيد لأن الشيخ أبراهيم يبدأ محاضرته مباشرة بعد صلاة الظهر في الساعة الثانية عشرة ظهرا تقريبا. وفي هذا الوقت، أكون ما زلتُ في الكلية التي تنتهي المحاضرات فيها ما بين الساعة الواحدة إلى الواحدة والنصف. فضلا عن مشكلة المواصلات - وهي الأتوبيس المصري المزدحم البطيء ^_^- والزحام الشديد في الشوارع في أغلب الأوقات، لذلك فإنني دائما أتأخر وأصل في منتصف وقت المحاضرة. على خلاف السنة الماضية، فكنتُ أستطيع أن أصل في المواعيد لأن الشيخ إبراهيم كان يبداء المحاضرة بعد صلاة الظهر بساعة، ولكن هذه السنة، أراد الشيخ أن يختم شرح كتاب "شذور الذهب" الذي ندرسه الآن قبل رمضان المقبل، ولذلك قدّم موعد محاضرته إلى بعد الظهر مباشرةً.
        هذه مشكلة واحدة من المشكلات التي تواجهني؛ وهي عدم استطاعتي أن أصل مبكرا إلى محاضرة النحو...
        وأيضا هناك مشكلة أخرى منعتْني أن أستمر في درس النحو...
        حقيقةً، أنا الآن أتلقّى القرآن (التحسين والتجويد) الذي يلقيه الشيخ عبد العظيم شعبان سلطان في بيته في منشأة ناصر. وموعد التلقّي للبنات في صباح كل يوم جمعة وأحد وثلاثاء. وفي يوم الجمعة، يمكننا أن نحضر في الصباح لأنه يوم الإجازة، ولكن في يومي الأحد والثلاثاء، لا نستطيع أن نحضر في الموعد بسبب الكلية. من أجل ذلك، أمرنا الشيخ عظيم أن نأتي بعد الكلية في يوم الأحد والثلاثاء حتي نختم القرآن سريعا. ولكنني تغيّبتُ كثيرا في هذين اليومين لأنني أفضّل درس النحو - كما قلتُ – على درس القرآن. أستغفر الله العظيم!! أنا أتحرّج ودائما أعتذر من الشيخ عن ذلك حتى غضب منّي لأنني أتغيب في الأيام الخاصة بالبنات وأحيانا أحضر في غير المواعيد؛ أي في الأيام الخاصة بالبنين -_-. وفي يوم الجمعة الماضي، سألني الشيخ عن سبب تغيّبي المتعدد ونبّهني كي ألتزم بالحضور بعد ذلك، وذكّرني أن أهتم بدراسة القرآن وأفضّله على غيره. قال الشيخ : "يا عالياء (الاسم الجميل الذي سمّاني به الشيخ )، لا تغيبي كثيرا، اهتمّي بالقرآن، إن القرآن نور في قلبك الذي يضيء من حولك"....
        وبعد أن فكّرت جيدا، وقارنتُ بين هذين الدرسين المهمين بالنسبة لي، قرّرتُ أن أتوقّف مؤقتا عن درس النحو الذي تأخرت في الوصول إليه دائما، وأن أركّزاهتمامي في الالتزام بدرس القرآن لأنني خططتُ أن أختم القرآن وأحصل على سنده هذه السنة قبل أن أسافر إلى ماليزيا – إن شاء الله – في الصيف المقبل بعد امتحان الفصل الدراسي الثاني . فكيف أختمه إذا تغيّبتُ كثيرا؟؟ حقيقةٍ، أنا مترددة وحزينة لهذا القرار لأنني أحضر  درس النحو للشيخ إبراهيم في الجامع الأزهر منذ سنة، وخلال هذه الفترة، انتهينا من كتاب "التحفة السنية في شرح متن الآجرومية"، و"تنقيح الأزهرية"، و"قطر الندى". وهذه المرة، لا أستطيع أن أنهي كتاب "شذور الذهب" مع الشيخ إبراهيم – ماليّ الأصل- الذي يعجبني علمه واجتهاده في طلب العلم. وبدايةً من هذا اليوم، سأترك شيخي المحبوب ولا أعرف متي سأستأنف تلقّي درس النحو معه مرة أخرى.............
        إن شاء الله، لن أندم على قراري هذا...سأركّز في درس القرآن حتى أختمه قبل عودتي إلى ماليزيا هذا الصيف. وهذا الأمر أفضل لي وأحبّ إلى نفسي حسب الأولويات الآن...لعل هذا القرار وراءه سرّ من أسرار الله تعالى التي لم أعرفها بعدُ...ولعل الله سيعطيني فرصة أخرى في المستقبل لأتلقّي العلم من الشيخ إبراهيم لأن كلامه المثمر المليء بالتشجيعات والتوجيهات أقرب إلى روحي وقلبي......أمين يا رب..

Wednesday 10 March 2010

مراحل دراستي



        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

قال النبي صلى الله عليه وسلم : "اطلب العلم من المهد الى اللحد"
         
        قبل أن أبدأ مقالتي، أودُّ أن أخبركم أيها القُرّاء الفاضلون؛ أنني ما كتبتُ هذه المقالة  فخرا بنفسي، ولكن يُسعدني أن أشارككم خبراتي الدراسية منذ نعومة أظافري حتى الآن.
أما بعد،

        فإنني بنت جوهُرية الأصل, وُلدتُ فى سنة ١٩٨٩ فى المدينة التى تقع فى جنوب ولاية جوهر والتي تسمى ب"كوتا تينجي" وكنت أعيش هناك حتى بلغ عمري سبع سنوات. ثم انتقلت أسرتي إلى مدينة أخرى شمال جوهر وهي "سجامت".وعندما كان عمري خمس سنوات، بدأتُ دراستي الرسمية-(الدراسة لا بد أن تبدأ من المهد)- في حضانة "تاديكا كماس" فى فيلدا سمنجو، كوتا تينجي مدة سنتين قبل أن ألتحق بالمرحلة الابتدائية. وعندما كان عمري سبع سنوات، كما هو النظام فى ماليزيا، بالمدرسة الإبتدائية الوطنية بفيلدا سمنجو التى كانت تدرّس فيها أمّي المحبوبة. ولكن، بعد نصف السنة، انتقلت أسرتي إلى سجامت -كما قلتُ- من أجل عمل والديّ فأنا واصلتُ بقية المرحلة الابتدائية حتى السنة السادسة هناك فى المدرسة الابتدائية الوطنية بفيلدا فالوغ تيمور1. وفى المساء، تعلمتُ علوم الدين فى المدرسة الدينية المسائية الخاصة بولاية جوهر. الحمد لله، حصلتُ على شهادة الدراسة الابتدائية (UPSR)  .
                                                                          
        وفى سنة ٢٠٠٢، عندما كان عمري ثلاث عشرة سنة، قرّر والديّ أن أدرس فى مدرسة عربية لأتخصص فى دراسة اللغة العربية وعلوم الدين متابعةً لأخي الكبير. وقد التحقتُ بالمرحلة الإعدادية والثانوية مدة خمس سنوات فى المدرسة الثانوية  الدينية والعربية الخيرية بسجامت التى كان يدرس بها أيضا أخي الكبير. والحمد لله،أتممتُ الدراسة هناك و نِلتُ الشهادة الدينية الإعدادية (SMRA) فى السنة الثانية، وشهادة الدراسة المتوسطة(PMR)  فى السنة الثالثة، والشهادة الدينية الثانوية (SMA) فى السنة الرابعة، وشهادة الدراسة الماليزية (SPM) فى السنة الخامسة. أما فى المدرسة الدينية المسائية، أتممتُ الدراسة هناك وحصلتُ على شهادة الدرجة السادسة وشهادة الدرجة الخاصة. ألف حمد لله أن أعطاني هذه الفرص الذهبية لأتعلم فيها علوم الدين واللغة العربية إضافةً إلى العلوم الأكاديمية فى مراحل الدراسة فى المدرسة.

        وفى سنة ٢٠٠٧، عندما كان عمري ثماني عشرة سنة، واصلتُ الدراسة فى معهد جوهُر لأنال الشهادة الدينية العالية الماليزية (STAM). وأثناء الدراسة فى المعهد، توقّف كثير من زملائي وزميلاتي من المعهد بعد أن خرجت نتيجة شهادة SPM فى شهر مارس. التحق بعضهم بالجامعات فى المرحلة التمهيدية أو الدبلوم وبعضهم التحقوا بمعاهد تحفيظ القرآن. كذلك فكرت فى بداية الأمر كثيرا أن أتوقف عن الدراسة في معهد جوهر لألتحق بمعهد "دار القرآن" من أجل حبّي ورغبتي فى حفظ القرآن. وكِدتُ أن أحقّق أمنيتي لكون أمّي متفقة معي، ولكن أبي لم يسمح لي بذلك. أمرني أبي بالبقاء فى المعهد لكي أنال شهادة STAM. وقد حزنتُ حزنا شديدا ولكن هدّأتُ نفسي حتى أرضى بتقدير الله ورزْقه. وفى المعهد أيضا، نِلتُ شهادة Malaysian University English Test   (MUET)التى تكون  شرطا للالتحاق بإحدى الجامعات داخل البلاد.

                              معهد جوهر                               

           والحمد لله، قد أنهيتُ دراستي في المعهد في أقل من سنة واحدة، وفى الإجازة الطويلة خلال انتظار نتيجة شهادة STAM، التحقتُ بدورة تدريبية لتقوية اللغة العربية فى مركز الدراسات الإسلامية واللغة العربية (مرسه) الذى يقع بجانب معهد جوهر. هذه الدورة التي  كانت مدتها ستة أشهر تستهدف إعداد الطلاب الذين يريدون أن يواصلوا الدراسة خارج البلاد خاصة فى مصر. وقد كان عندي أمل – منذ دراستي في المعهد – أن أواصل الدراسة في إحدى البلاد العربية سواء كان ذلك فى الأردن. سوريا أو مصر ، ولكن أهم هدف لإلتحاقي بهذه الدورة هو رغبتي أن أجيد اللغة العربية خاصة المحادثة لأنني أحبّ هذه اللغة حبّا شديدا. وبجانب ذلك، -كما قلتُ- تمنيت أن أواصل الدراسة خارج البلاد.

            قبل أن أبدأ الدورة، خطر في عقلي شيء جعلني  أفكّر كثيرا وهو ..."هل أستطيع أن أتكلّم باللغة العربية بعد ستة أشهر من  دراستي فى الدورة...؟" والحمد لله، من خلال دراستي في الدورة، كنتُ أمارس اللغة العربية كثيرا, وأشكر معلّمِي الدورة، وهم الأستاذ رائد والأستاذ طلال من الأردن والأستاذ عبد الغني من سنغافورة الذين درّبونا على مهارات اللغة العربية وقواعدها في الدورة. ولا أنسى الأستاذة شروق،زوجة الأستاذ رائد و نصفه الحلو والتى كانت صديقتي العربية الجميلة حتى الآن... لقد استفدتُ كثيرا من الدورة وكنتُ سعيدة جدا لأنني خضت الكثير من التجارب خلال الدورة منها اشتراكي في أنشطة المناظرة والندوة والتمثيلية فيها، وأستمتعت بقضاء الوقت مع الأستاذة شروق وابنتيها تالا وراما  في "أغسانا" ، والإشتراك في البرامج الخارجية التى أقامتها جمعية الشباب المسلمين بماليزيا (ABIM) وغير ذلك....لن أنسى هذه الذكرايات الجميلة والممتعة والمفيدة أبدا.

من الأساتذة المحبوبين في الدورة

           ورفرفتْ سعادتي بعدما حصلتُ على نتيجة شهادة STAM وبعد أن سمح لي والديّ لأسجّل في جامعة الأزهر في مصر، ولكنني فى نفس الوقت تقدمت بطلب للإلتحاق بإحدى الجامعات داخل البلاد. وبعد انتهاء الدورة فى شهر مايو، علمتُ أن طلب  إلتحاقي بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (UIAM) قد تُقبّل. فأصبحتُ مترددة بين الأمرين؛ بين مواصلة دراستي  في UIAM أو في جامعة الأزهر. حقيقة، كنتُ أتمنى أن ألتحق ب UIAM إذا واصلتُ الدراسة داخل البلاد، وجامعة الأزهر إن كان علي مواصلتُها خارج البلاد، وأخبرني والديّ أنه إذا حصلتُ على منحة دراسية، فإنهما سيسمحا لي أن ألتحق بجامعة الأزهر وإلا فعليّ أن أسجّل فى  UIAM. وكانت مشكلتي أنه حتى انتهاء الدورة، كنت ما زلتُ أبحث عن منحة دراسية  وما كنت قد وجدتهاُ. لذلك أمرني والديّ بالتسجيلَ فى UIAM لكونها جامعة مشهورة وممتازة فى ماليزيا وأن أخي الأكبر يدرس فيها. فوافقتُهما على مضض.

        والحمد لله، في يوم من أيام الإجازة قُبَيْل التسجيل فى UIAM، وجدتُ إعلانا فى الجريدة عن منحة دراسية للإلتحاق بجامعة الأزهر التى وفرتها وأعدت لها شركة “AmanahRaya” . فسعيت للحصول عليها وتوكّلتُ على الله .

        وفى ٢٩ من يونيو ٢٠٠٨، سجّلتُ فىUIAM  وفى الحقيقة، لستُ سعيدة لأن أمنيتي في الألتحق بجامعة الأزهر قد سيطرت على ذهني. ولكنني رضي بقرار والديّ. وعندما كنتُ فىUIAM ، أعجبتْني البيئة والمناظر هناك.ووجدتُ الطلبة هناك من بلاد شتى من كل أنحاء العالم، وكلهم مسلمون بشتى ألوانهم وألسنتهم. وفى أثناء أسبوع التعارف، وجدتُ صديقات جديدات من داخل البلاد وخارجها، من السعودية ،تايلاند ،تركيا وكشمير وغير ذلك.وقد  تواصلنا مع بعضنا البعض باللغة الإنجليزية والعربية وقد كان ذلك تجربة رائعة لي و الحمد لله. كما أنه خلالَ أسبوع التعارف أيضا فىUIAM ، قبل التسجيل فى الكلية ،كان لا بد على الطلبة الجُدُد الذين لم يلتحقوا  بالسنة التمهيدية (direct-intake students) UIAM بعد أن يواجهوا الامتحانات فى المهارات اللغوية الأربعة فى اللغتين الإنجليزية والعربية؛ وهى امتحان الكتابة (writing)، والقراءة (reading)، والمحادثة(speaking)، والاستماع (listening). إذن، كان علينا أن نجتاز ثمان إمتحانات! إذا لم ننجح في إحداها، فعلينا أن نلتحق بفصول تطوير المهارات اللغوية (pre-sessional class) قبل التسجيل فى السنة الأولى فى الكلية. أما مدتها فهي حسب مستوى النتيجة سواء أكانت مدة فترة أو أكثر حتى سنتين.

     UIA...اشتقتُ إليها جدّا جدّا

       والحمد لله، مرة أخرى، وفقني الله فى تلك الإمتحانات المختنقة وإن كنتُ لم أستعد جيدا قبل ذلك، فسجّلتُ فى السنة الأولى فى كلية معارف الوحى والتراث (Islamic Revealed Knowledge& Heritage) فى قسم أصول الدين. وبعد أسبوعين من الدراسة فى UIAM، أخبرتني أمّي بأنه قد تم اُستدعائي للحضور لمقابلة شخصية لاختيار الطلبةالذين سيتم اختيارهم للحصول على منحة AmanahRaya. كنتُ سعيدة جدا لأنني كنت ما زلـتُ آمل أن ألتحق بجامعة الأزهر. وبعد المقابلة قلّت حماستي للدراسة فى UIAM ورجوت رجاء كبيرا الحصول على تلك المنحة. والحمد لله، فى الأسبوعين التاليين، بشّرتني أمّي بأنني قد اُخترتُ مع الطلبة المحظوظين الآخرين للالتحاق بجامعة الأزهر من خلال تلك المنحة الدراسية.

       وفى الأول من أغسطس لعام ٢٠٠٨  ، قد دُوّنت حادثة تاريخية فى حياتي حيث عُقد برنامج إطلاق المنحة AmanahRaya فى فندق "هيلتون" بكوالا لمبور. كنتُ سعيدة جدا على ما رزقني الله، ألف حمد له. وعرفتُ أن المختارين سيلتحقون بكلية جديدة فى جامعة الأزهر وهو نظام جديد وخاص للطلبة الماليزيين ونحن أول مجموعة فى هذه السنة..و خلال أيامي الأخيرة فى UIAM، كنتُ مشغولة بشؤون توقّفي من الجامعة لأنه كان عليّ أن أقابل عميد الكلية والمحاضرين وأُنهي الأمور التى تتعلق بالكلية والمحلّة (سكن الطلبة). وبعد ذلك ، توقّفتُ عن الدراسة UIAM،وقد كنت حزينة لأنني تركتُ صديقاتي الجديدات هناك.واللاتي عشت تجارب كثيرة ورائعة خلال دراستي مدة شهر وأسبوعين هناك والتي لن أنساها.



        وفى أيام الإجازة قبل الانطلاق إلى مصر، مكثت فى البيت مدة شهرين تقريبا. كنتُ سعيدة جدا لأنني قضيت وقتا طويلا مع أسرتي قبل أن أسافر إلى مصر. وفى الخامس من أكتوبر ٢٠٠٨، فى خامس يوم من أيام عيد الفطر، انطلقتُ إلى مصر مع أربعة وعشرين طالبا AmanahRaya  للالتحاق بالمرحلة التمهيدية- التأهيلية -فى جامعة الأزهر وهذا النظام الخاص سيكون مدة خمس سنوات، بإذن الله.


       الحمد لله، الآن، أحقّق حلمي لأدرس فى مصر. أنا الآن طالبة فى جامعة الأزهر الشريف والتى اسمها في ماليزيا على كل لسان، وقد مضت سنة وخمسة شهور وأنا في مصر. أنا سعيدة جدا وأتمتع بمعيشتي هنا مع صديقاتي الطيّبات بالرغم من بُعدي عن أسرتي فى ماليزيا. وحتى الآن، ما زلتُ أتّصل بصديقاتي الأخريات فى ماليزيا. ولكن، إنّ سيري فى طلب العلم لم ينته بعدُ لأن بعد أن أُنهي دراسة حتى أحصل على البكالوريوس فى جامعة الأزهر، فإنني شاء الله، سأستمر فى طلب العلم ما دُمْتُ حيّة، لأن -كما كتبتُ- طلب العلم من المهد الى اللحد.
       والله ولي التوفيق... 

الأزهر الشريف....اسمه على كل لسان.... 

*هذه المقالة كتبتها قبل سنة بعد وصولي في أرض مصر ونشرتُها في مدونتي الأولى. ولكن هناك أخطاء كثيرا  فطلبتُ من صديقتي المصرية - آيات - تصحيحها ثم نشرتها مرة أخرى في هذه المدونة الخاصة باللغة العربية.