Saturday 20 February 2010

من أساليب الدعوة إلى هدم اللغة العربية 2



     ثانيا، الدعوة إلى جعل اللغة العربية لغة رسمية في البلاد، باصطناعها لغة للتخاطب ووسيلة للتفاهم الكتابي والشفوي، في جميع النواحي.
     وكانت بداية هذه الدعوة (1892-1893م) على يد مهندس الري البريطاني "وليام ويلكوكس"، وظلّت هذه الدعوة تتجدد من حين لآخر على يد بعض المستشرقين أمثال "نولدكه"، وعلى يد غيرهم من العرب الذي انحرفوا عن الطريق المستقيم أمثال "سلامة موسى" و"لويس عوض" – المصريين- ، و"أنيس فريحة" و"سعيد عقل" و"يوسف الخال" – اللبنانيين- ، و"فاطمة التيسي" في المغرب وغيرهم.
     وهذه الدعوة تهدف إلى فصل المسلمين عن القرآن الكريم، وتحول دون فهمه، وفهم الأحاديث النبوية، والتراث العرابي، لأن العامية حينما تصبح لغة رسمية في البلاد لن تكون لغة ارتجالية فَوْضَوية كما نتحدث بها الآن، ولكن ستصير لغة لها قواعدها وكتبها وأساتذتها، وهذه القواعد بعيدة كل البعد عن القواعد العربية التي أنزل بها القرآن الكريم ودوّنت بها الأحاديث النبوية الشريفة والتراث العربي الضخم.
     وهذه الدعوة تهدف أيضا إلى فصل العرب عن بعضهم؛ لاختلاف العامية من بلد إلى بلد، بل اختلافها في البلد الواحد من قطر إلى قُطُر ومن إقليم إلى إقليم، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف الجماعات والغرابة بين أبناء الولد الواحد، وحينئذ يصبح المسلمون خاصة والعرب عامة أشتاتا لا حو للهم ولا قوة.
     وهذه الدعوة أيضا تهدف إلى فصل حاضر المسلمين عن حضارتهم العريقة، تلك الحضارة التي دُوّنت في هذا التراث العربي الضخم.

No comments:

Post a Comment